کد مطلب:163918 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:168

کیف نحیی ثورة الامام الحسین
لقد انتهت مأساة كربلاء لتبدأ مسیرة كربلاء.

مأساة كربلاء انتهت بسفك أزكی الدماء، وسبی أطهر النساء، وفاجعة لم یسبق لها مثیل عبر التاریخ، وابتدأ من بعد ذلك الیوم مسیرة جدیدة، لان هذه المأساة تحولت مع الزمن الی مسیرة، وهذا المسیرة تحولت الی حقائق راسخة توغلت فی عمق الانسان حتی اصبحت جزءاً منه وكأنها من سنن الكون.

ولكن من الذی قاد هذه المسیرة؟

قبل أن نجیب علی هذا السؤال لابد أن نلفت أنظاركم الی دور الثقافة فی الثورة.

كلّنا یعرف ان الثقافة هی عصب الثورة، وعلی قاعدة التوحید والایدیولوجیة تبنی الثورات، ومن هذه القاعدة تنطلق.

ولولا ایمان الثائرین الذی یدفعهم الی التضحیة من أجلها ووجود فلسفة الشهادة فی الامة الاسلامیة، إذن لما كانت الثورات ممكنة الحدوث عبر التاریخ، خصوصاً الثورات الاسلامیة، بما كانت تملك من بطولات، ومن شجاعة.

إلا أن دور الثقافة لا ینتهی عند هذا الحد، لان الدور الاعظم للثقافة یبدأ بعد الثورات، وسواءاً انتهت الثورات بانتصار أو بنكسة مؤقتة، فان للثقافة دوراً أساسیاً لها.

ان الاسلام منذ البدایة قام علی أساس التضحیة والفداء، والتعبیر الذی یقول:

«ان الدم ینتصر علی سیف» هو التعبیر الموجز المستلهم من الآیات القرآنیة وخصوصاً من قوله سبحانه وتعالی علی لسان أحد الانبیاء:

«ربی انی مغلوب فأنتصر».

وهو تعبیر یلخص تاریخاً حافلاً بالدماء والدموع یلخصه هذا التعبیر البسیط الذی یقول:

«الدم ینتصر علی السیف».

ولا ریب ان الثورة الاسلامیة حتی فی بدایة انطلاقها فی عهد الرسول (ص) كانت تعتمد علی دماء الشهداء الذین یقتلون فی سبیل الله، ولكن ان لم یكن هناك لسان ناطق باسم هذا الدم، ولم تكن هناك فكرة معبرة عن تلك الشهادة فأن الدم سیذهب هدراً، وان القتل سینسی، وبذلك لا یحققان أهدافهما المقدسة.